منوعات

يمر على الزمان أُناس لا بد وأن يقف التاريخ عند جهودهم وإنجازهم وعطائهم إجلالًا وتقديرًا

الاعلامى

سمير المسلمانى

يقول تعالى: ﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾

 

 

  • يمر على الزمان أُناس لا بد وأن يقف التاريخ عند جهودهم وإنجازهم وعطائهم إجلالًا وتقديرًا، ما أجمل أن يتم تكريم الإنسان المعطاء وتقديره على إبداعاته وتألقه وتميزه، تعجز الكلمات والحروف عن التعبير.
    يعتبر التكريم من أهم المحطات في الحياة ويعبر عن التقدير للتفوق، وتزداد أهمية التكريم عندما يكون في وقته ولمن يستحقه سواء كان ضمن مناسبة عامة أم ضمن فعالية خاصة بالتكريم بحد ذاته، ولتحفيز الآخرين للاقتداء بهم والسير على خطاهم للنهوض بهم والرقي بمستوياتهم.
    التكريم ممن كان له بصمة ويكون له الأثر العميق في النفوس ويساهم في مضاعفة الجهد والعزيمة ما دام العطاء يقابل الوفاء.
    روعة التكريم في تقدير العطاء

ظاهرة اجتماعية رائعة تشكلت أخيرًا في مجتمعنا، هي ظاهرة التكريم لبعض الشخصيات المميّزة في عطائها العلمي والثقافي والاجتماعي، ولبعض المؤسّسات الرائدة في التنمية بمختلف أبعادها.

كما تدلّ هذه الظاهرة على رقي أخلاقي؛ لأنّ من أسباب تجاهل الكفاءات والطاقات، انتشار نزعة الأنانية والتحاسد خاصة في أوساط نخب المجتمع، ومن الطبيعي ألّا يبادر من تسكنه هذه النزعات إلى تكريم أنداده ومنافسيه.

 

إنّ البعض تمتلئ نفسه بحبّ ذاته بشكل نرجسي، ويسيطر عليه الغرور، وتتضخم لديه الأنا بحيث لا يرى أحدًا غيره مستحقًّا للمدح والتقدير، بل وينزعج ويتذمّر حينما يشاد بآخرين، وقد يكون ذلك ناتجًا من شعور عميق بالنقص والضعف، يستثيره ذكر كمال الآخرين وتفوقهم.

وقد يشعر بعض من يجد في نفسه الكفاءة بالغبن حينما يرى تكريم غيره من المبدعين، والحقيقة أنه يجب أن يغتبط ويفرح بذلك؛ لأنّ تقدير أيّ كفاءة في المجتمع، يعتبر تكريسًا لمنهجية صحيحة، إذا تأكد وجودها، فستشمله بركاتها وآثارها كغيره من المؤهلين.

إنّ تكريم العناصر المتميّزة في كفاءتها وعطائها ليس أمرًا بروتكوليًا شكليًّا، لا أهمية له. بل إنّ لذلك آثارًا إيجابية ومعطيات كبيرة،

أولًا: التكريم يعزّز تقدير الذّات في نفس المكرّم، ويجلب له الرضا ويدخل على قلبه الراحة والسّرور. ويشير علماء النفس إلى أنه لا شيء يسعد الإنسان كشعوره باهتمام الآخرين به، وفرحه بهذا المكسب المعنوي قد يكون أكثر من فرحه بالمكاسب المادية.

 

وتشير آيات قرآنية إلى أهمية هذا الجانب حتى بالنسبة للأنبياء مع عمق إخلاصهم وانقطاعهم لله تعالى، إلّا أنّ تكريمهم يخدم رسالتهم، لذلك طلب نبي الله إبراهيم من الله تعالى أن يجعل له ذكرًا وثناءً حسنًا في الأجيال، كما يفيد قوله تعالى: ﴿وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ﴾[3] .

ومن بين النعم التي يمتنّ الله بها على نبيّه محمد رفع ذكره، وهو أبرز مصداق للتكريم والتمجيد، يقول تعالى: ﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ‎﴿١﴾‏ وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ ‎﴿٢﴾‏ الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ ‎﴿٣﴾‏ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾[4] .

ثانيًا: يحفّز المكرّم لمواصلة دوره وزيادة عطائه.

وقد شهدنا في السّنوات الأخيرة تكريم عدد من الكفاءات العلمية والأدبية، وروّاد العمل الاجتماعي، والشّخصيات المعطاءة في المجالات المختلفة من أبناء المجتمع.

نأمل استمرار هذه الظاهرة الرائعة واستثمارها اجتماعيًّا، بتعزيز القيم والصّفات المستوجبة للتكريم، وأن تتحول مبادرات التكريم إلى حالة مؤسّسية، وترصد لها أوقاف خاصّة بها. كما هو الحال في المجتمعات الأخرى، فكلّ الجوائز العالمية تعتمد على تمويل مستدام من أوقاف خاصّة بها، أو من ميزانية الدولة.

ونتفاءل أنّ مستوى الوعي والعطاء في مجتمعنا يؤهّل إلى مستوى تحقيق هذه التطلّعات وأكثر إن شاء الله.

للتكريم والتقدير لمسة سحرية وأثر كبير في نفوس المكرمين، فالشخص الذي يتم تكريمه وتقديره تختلط لديه المشاعر عند التكريم بين الامتنان والشكر وحسن الظن والولاء والحرص على بذل المزيد من الجهد مستقبلاً وإبقاء ذكرى حسنة لمن كان يعمل معهم وكل تلك المشاعر لا يمكن أن يتم العثور عليها مجتمعة في نفس الوقت إلا من خلال التكريم والتقدير ، كما أن في التكريم حافزاً للآخرين من المجتهدين وغيرهم وتأكيداً لهم بأن جهدهم وعملهم وتفانيهم لن يضيع وأن هناك من يقدر تلك الجهود ومن يحرص على تكريم كل مجتهد وصاحب إنجاز وخصوصاً إن كان ذلك التكريم والتقدير مبنياً على أسس ومنهج عادل ومنصف ووفق أسس ومعايير موزونة.

الى هنا لم يبدأ بعد الكتابه عن الدكتور نصر هرموش وملفات تحمل فى طياتها كل معانى الامل لغدا عربى مشرق

قريبا أنتظرونا وصفحه كامله فى العدد الورقى لجريدة وتلفزيون الاخبار المصريه ورحله مكوكيه من لبنان الى القاهرة لاتتوقف حبا فى العطاء.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى