مقالات

خَمْسَةٌ وَثَلَاثُونَ عَامًا فِي خِدْمَةِ الوَطَنِ وَنُصْرَةِ الحَقّ

 بِقَلَمِ اللِّوَاء الدُّكْتُور/ أَيْمَن جِنْدِيَّة 
-لَمْ تَكُنْ خِدْمَتِي فِي جِهَازِ الشُّرْطَةِ وَظِيفَةً أُؤَدِّيهَا، بَلْ رِسَالَةٌ حَمَلْتُهَا عَلَى عَاتِقِي بِضَمِيرٍ حَيٍّ، وَنِيَّةٍ صَادِقَةٍ، وَعَهْدٍ قَطَعْتُهُ عَلَى نَفْسِي: أَنْ أَكُونَ دَائِمًا فِي صَفِّ المَظْلُومِ، وَفِي وَجْهِ الظُّلْمِ، وَمَعَ الحَقِّ حَيْثُمَا كَان.
خِلَالَ خَمْسَةٍ وَثَلَاثِينَ عَامًا، تَنَقَّلْتُ بَيْنَ مَهَامٍّ مَيْدَانِيَّةٍ وَقِيَادِيَّةٍ وَأَمْنِيَّةٍ، وَفِي كُلِّ مَوْقِعٍ حَلَلْتُ فِيهِ، كُنْتُ ثَابِتًا عَلَى الْمَبْدَأِ، لَا أُسَاوِمُ، وَلَا أَتَغَافَلُ، وَلَا أَتَأَخَّرُ عَنْ نُصْرَةِ الحَقِّ.
كُنْتُ ومازلت أُؤْمِنُ أَنَّ العَدْلَ لَا يَتَجَزَّأ، وَأَنَّ الشَّكْوَى الَّتِي يَرَاهَا النَّاسُ “بَسِيطَةٌ” قَدْ تَكُونُ “كُلَّ شَيْءٍ” عِنْدَ صَاحِبِهَا، فَكُلُّ مَظْلَمَةٍ لَهَا وَقْعٌ، وَكُلُّ صَوْتٍ مَكْتُومٍ يَسْتَحِقُّ أَنْ يُسْمَع.
لَمْ أُغْلِقْ بَابًا، وَلَا رَفَضْتُ شَكْوَى، وَلَا تَعَالَيْتُ عَلَى أَحَدٍ.
مَكْتَبِي كَانَ مَفْتُوحًا، وَهَاتِفِي كان ومازال مَعَ النَّاسِ جميعا وَقَلْبِي قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ كَانَ هُوَ مَنْ يُجِيبُ.
وَإِنِّي لَأَفْتَخِرُ أَنَّنِي وَاحِدًا مِنْ أَبْنَاءِ هٰذَا الجِهَازِ العَرِيقِ – الشُّرْطَةِ المِصْرِيَّةِ🦅🇪🇬
الَّذِي حَمَلْنَا فِي سُبِيلِهِ أَعْلَى دَرَجَاتِ الْمَسْؤُولِيَّةِ وَالْتَضْحِيَةِ، وَتَعَلَّمْنَا فِيهِ أَنْ نَضَعَ حُقُوقَ النَّاسِ أَمَامَ أَعْيُنِنَا، وَأَنْ نَجْعَلَ سَاعَاتِ عَمَلِنَا سَاعَاتِ خِدْمَةٍ وَعَطَاءٍ لِلْوَطَنِ وَأَهْلِهِ.
——————
🤏🏻وَفِي رِحْلَةِ الخِدْمَةِ وَالعَطَاءِ، لَمْ يَكُنِ العَمَلُ المَيْدَانِيُّ وَحْدَهُ هُوَ مِضْمَارِي، بَلْ كَانَ العِلْمُ وَالمَعْرِفَةُ جَنَاحِي الثَّانِي،
فَسَعَيْتُ – بِتَوْفِيقِ اللهِ – إِلَى تَزْكِيَةِ نَفْسِي بِالعِلْمِ، فَحَصَلْتُ عَلَى مَاجِسْتِيرٍ فِي القَانُونِ وحضلت على درجه الامتياز ، ثُمَّ دُكْتُورَاه فِي القَانُونِ الدُّوَلِيِّ، وحصلت على درجه ( امتياز مع مرتبة الشرف الأولى ) ولأننى كُنْتُ أُؤْمِنُ أَنَّ كُلَّ مَن يَتَصَدَّى لِلمَسْؤُولِيَّةِ عَلَيْهِ أَنْ يُطَوِّرَ نَفْسَهُ وَيَرْقَى بِفِكْرِهِ.
🤏🏻وَكَمَا كَانَ لِلْقَلَمِ نَصِيبٌ، كَانَ لِلمَيْدَانِ نَصِيبٌ ، فحصلت على العَدِيدَ مِنَ الدَّوْرَاتِ الأَمْنِيَّةِ وَالعِلْمِيَّةِ وَالثَّقَافِيَّةِ المُتَقَدِّمَةِ، وبفضل اللهِ سجّلت حضورًا مشرفًا، وبلغت خلالها أعلى مراتب التميز والَّتِي أَهَّلَتْنِي لِتَحَمُّلِ أَصْعَبِ المَهَامِّ، وَأَدَاءِ وَاجِبِي بِأَعْلَى دَرَجَاتِ الكَفَاءَةِ.
🤏🏻وَفِي كُلِّ مَحَطَّةٍ، كَانَ هُنَاكَ تَكْرِيمٌ لَا أَفْتَخِرُ بِهِ لِذَاتِهِ، بَلْ أَعْتَزُّ بِهِ لِأَنَّهُ شَهَادَةٌ عَلَى أَنَّنِي أَدَّيْتُ الأَمَانَةَ بِإِخْلَاصٍ، وَمِنْ أَبْرَزِهَا تَكْرِيمٌ مِنِ( السَّيِّدِ وَزِيرِ الدَّاخِلِيَّةِ🦅)
وَعَدَدٌ كَبِيرٌ مِنَ الشَّهَادَاتِ الَّتِي أَحْمِلُهَا فِي قَلْبِي قَبْلَ أَنْ تَكُونَ عَلَى جُدْرَانِ المَكْتَبِ.
 
🤏🏻وَمَنْ يَتَأَمَّلُ هٰذَا المَشْوَارَ، فَلْيَعْلَمْ أَنَّهُ كَانَ لِوَجْهِ الله، بِلَا سَعْيٍ لِمَنْصِبٍ، وَلَا طَلَبٍ لِوَجَاهَةٍ، وَإِنَّمَا وَاجِبٌ أَدَّيْتُهُ بِخَوْفِ اللهِ وَحُبِّ النَّاسِ
وَاللهُ أَكْرَمَنِي، وَمَحَبَّتُكُمْ كَانَتْ رَصِيدِي، وَمَا كَانَ لِيَنْجَحَ جُهْدٌ دُونَ دَعْمِكُمْ، وَثِقَتِكُمْ، وَمَكَانَتُكُمْ الَّتِي أَحْمِلُهَا فِي قَلْبِي قَبْلَ أَنْ تَكُونَ فِي مَنْصِبٍ أَوْ مَقَامٍ
 
🤏🏻رَصِيدِي الحَقِيقِي فِي هٰذِهِ الحَيَاةِ، لَا يُقَاسُ بِمَنْصِبٍ،فرَصِيدِي كَانَ – وَسَيَظَلُّ – هُوَ مَحَبَّةُ النَّاسِ، وَالسُّمْعَةُ الطَّيِّبَةُ الَّتِي خَلَّفْتُهَا فِي كُلِّ مَكَانٍ عَمِلْتُ فِيهِ، وَدُعَاءُ مَنْ عَرَفَنِي بِالْخَيْرِ، وَتَوْفِيقُ اللهِ لِي فِي أَوْلَادِي الَّذِينَ هُمْ أَغْلَى مَا أَمْلِكُ ذَلِكَ كَانَ كُلُّ مَا أَسْعَى إِلَيْهِ، وَكُلُّ مَا أَرْجُوهُ، وَكُلُّ مَا دَعَوْتُ اللهَ أَنْ يَرْزُقَنِي إِيَّاه… فَسِيرَةٌ طَيِّبَةٌ تَبْقَى، وَأَثَرٌ كَرِيمٌ يُذْكَرُ، خَيْرٌ رزق.
 
🤏🏻وَيَشْهَدُ اللهُ – وَهُوَ خَيْرُ الشَّاهِدِينَ – أَنَّنِي لَمْ أَسْعَ يَوْمًا إِلَى مَنْصِبٍ، وَلَا طَلَبْتُ وَجَاهَةً أَوْ مَكَانَةً، وَلَمْ أَتَّخِذْ قَرَارَ التَّرَشُّحِ لِمَجْلِسِ النُّوَّابِ طَمَعًا فِي مكانه،، بَلْ جَاءَ هٰذَا القَرَارُ بَعْدَ مَا لَمَسْتُهُ بِعَيْنِي وَسَمِعْتُهُ بِأُذُنِي مِنْ رَغْبَةِ أَهْلِنَا وَأَحِبَّتِنَا، وَمِنْ دَعْمِ كَثِيرِينَ آمَنُوا أَنَّ مَنْ خَدَمَ فِي المَيْدَانِ صَادِقًا، يَسْتَحِقُّ أَنْ يُمَثِّلَ صَوْتَهُمْ فِي المَجْلِسِ وانه اسْتِمْرَارٌ لِمَسِيرَةٍ كَانَتْ فِي خِدْمَتِكُمْ فقد أَكْرَمَنِي اللهُ بِمَا يَكْفِينِي مِنْ قِيمَةٍ أَدَبِيَّةٍ وَمَكَانَةٍ عِلْمِيَّةٍ فِي قُلُوبِ النَّاسِ، بِفَضْلِ مَحَبَّتِهِمْ وَتَقْدِيرِهِمْ
 
🤏🏻َإِذَا كَانَتِ المَسْؤُولِيَّةُ أَمَانَةً، فَإِنَّ حُسْنَ الاِخْتِيَارِ أَيْضًا أَمَانَةٌ،
فَأَنَا لَا أَطْلُبُ مِنْ أَحَدٍ مَجَامَلَةً، وَلَا أَبْحَثُ عَنْ صَوْتٍ لِذَاتِهِ،
وَلٰكِنِّي أَدْعُوكُمْ – وَأَنَا أَوَّلُكُمْ – أَنْ نَفْكِّرَ جَيِّدًا فى من سوف يكون جدير بتلك الأمانه:
🤏🏻قَبْلَ أَنْ تُعْطِي صَوْتَكَ لِأَحَدٍ، ابْحَثْ فِي تَارِيخِهِ، وَمَا قَدَّمَهُ، وَمَا أَثْبَتَهُ فِي رِحْلَتِهِ المِهْنِيَّةِ وَالعِلْمِيَّةِ، وَاسْأَلْ نَفْسَكَ: هَلْ هَذَا الشَّخْصُ يَسْتَحِقُّ أَنْ يُمَثِّلَكَ؟
🤏🏻هَلْ لَدَيْهِ مَا يُقَدِّمُهُ بِإِخْلَاصٍ وَقُدْرَةٍ؟
🤏🏻هَلْ خَدَمَ النَّاسَ فِي نِطَاقِ مَسْؤُولِيَّاتِهِ وصلاحياته ؟
🤏🏻هل سيكون قريبًا من الناس إن كتب له التوفيق؟
🤏🏻هل سيكون حاضرًا بيننا في كل وقت نحتاج إليه، لا يغيب عن صوت المحتاج ولا عن نداء من ضاقت به السبل؟
🤏🏻هل سيقدّم لأهالي دائرته كل ما يستطيع، بضميرٍ حيّ، وإخلاصٍ لا يعرف المساومة؟
🤏🏻وهل يملك من العلم والخبرة والثقافة ما يؤهّله لمناقشة قضايا الوطن الكبرى مثل (التعليم، والصحة، والعدالة الاجتماعية، والبطالة، وتحديات الشباب، والبنية التحتية)؟
🤏🏻هَلْ لَهُ رُؤْيَةٌ وَخِبْرَةٌ وَثَقَافَةٌ تُؤَهِّلُهُ لِمُنَاقَشَةِ هُمُومِكُمْ، وَالدِّفَاعِ عَنْ حُقُوقِكُمْ، وَمُسَانَدَةِ القِيَادَةِ السِّيَاسِيَّةِ فِي بِنَاءِ وَطَنٍ يَسْتَحِقُّنَا جَمِيعًا
 
🤏🏻إنّ تمثيل الناس مسؤولية عظيمة لا تُختزل في حضور مناسبة اجتماعية أو تقديم واجب عزاء – فهذه أمور تعلمناها في بيوتنا، ونراها من واجباتنا الإنسانية قبل أن تكون تكليفًا عامًا.
🤏🏻نحن نبحث عمّن يستشعر الأمانة، ويملك القدرة، ويضع مصلحة الناس نصب عينيه
🤏🏻وَإِنْ كَتَبَ اللهُ لَنَا النَّصِيبَ، وَشَرَّفْتُمُونَا بِثِقَتِكُمْ،
فَسَتَجِدُونِي – كَمَا عَهِدْتُمُونِي – قَرِيبًا مِنْكُمْ،
حَاضِرًا لَكُمْ، سَاعِيًا لِكُلِّ مَطْلَبٍ، وَجَادًّا فِي كُلِّ خَطْوَةٍ،
أَعْمَلُ بِقَلْبِ مَنْ يَعْرِفُ قِيمَةَ الخِدْمَةِ،
وَبِعَزِيمَةِ مَنْ يَرَى أَنَّ مَصْلَحَةَ النَّاسِ هِيَ أَعْظَمُ الشُّرُفِ
🤏🏻فَصَوْتُكَ شَرَفٌ لَا يُشْتَرَى، وَأَمَانَةٌ سَتُسْأَلُ عَنْهَا، فَاجْعَلْهُ لِمَنْ يَسْتَحِقُّهُ بِضَمِيرٍ وَبَصِيرَةٍ
حَفِظَ اللهُ مِصْرَ، وَرَعَى قِيَادَتَهَا الرَّشِيدَةَ، وَأَمْنَهَاوَأَمَانَهَا، وَوَفَّقَنَا جَمِيعًا لِمَا فِيهِ خَيْرُ البِلَادِ وَالعِبَادِ🇪🇬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى