عاجل

رفقًا ببسمة بوسيل… ألم تكن إنسانة قبل أن تكون زوجة؟

رفقًا ببسمة بوسيل… ألم تكن إنسانة قبل أن تكون زوجة؟

بقلم سحر مهني

في الأيام القليلة الماضية، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالحديث عن الفنانة بسمة بوسيل، طليقة الفنان تامر حسني، بعد ظهورها الإعلامي وحديثها عن المعاناة التي عاشتها قبل الطلاق. لم تتجاوز الفنانة حدودها ولم تذكر تفاصيل خاصة عن حياتها مع طليقها، بل اكتفت بالتعبير عن مشاعرها وتجربتها الشخصية، كما يحق لأي إنسان أن يفعل.

لكن المفاجأة كانت في الهجوم العنيف الذي تعرضت له من بعض البلوغرز والمعلقين، حيث وصل الأمر إلى حد التجريح الشخصي والشتائم، بل واتهامها بأنها تدين بكل نجاحها ومستواها المادي إلى زواجها من تامر حسني، وكأنها لم تكن شخصًا له كيان مستقل قبل هذا الزواج. ولم يكتفِ البعض بذلك، بل استغلوا أصلها المغربي لشن حملة تنمّر غير مبررة، وكأنها لم تكن تستحق الحياة الكريمة التي عاشتها معه.

وهنا أتساءل، متى أصبحت السعادة تقاس بالمال؟
هل الأموال والماديات تعوض الجراح العاطفية؟ هل يمكن للثروة أن تمحو مشاعر الخذلان؟ أليس من حق أي إنسانة أن تحزن على كرامتها حين تُهان؟

إن المرأة ليست مجرد تابع لرجل، ولا تقاس قيمتها بقدر ما تحصل عليه من رفاهية. المشاعر لا تشترى، والكرامة لا تُعوَّض بالمال، والحزن لا يزول بمجرد امتلاك سيارة فاخرة أو منزل فخم. فلماذا إذن هذا الهجوم القاسي على بسمة بوسيل؟

إن الشعب المصري معروف بتسامحه وكرمه ومشاعره الدافئة، ولا يعكس هذا السباب والانتقاد اللاذع روحه الحقيقية. قد نختلف في الرأي، وقد نرى الأمور من زوايا مختلفة، لكن الاحترام واجب، والإنسانية فوق كل شيء.

لذا، رفقًا بها، فقد مرّت بما يكفي من الألم. وكفانا جلدًا للمرأة كلما قررت أن تتحدث عن تجربتها أو تعبّر عن مشاعرها. ففي النهاية، هي إنسانة قبل أن تكون زوجة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى